Saturday, May 21, 2016

الجزء الأخير

-إستدرج الأحداث و استكمل؛ 
“… وجدت انني لم التقط أنفاسي منذ سنين و ان للحظة قرر ظل جهدي ان يمنحني هدنة كونية لأري شيئا ظل يترقب استنكاري و قلة حيلتي. كنت أظن انني بلا وجهة، انطوِي في دائرة الحياة كيفما تشاء بلا طريق. فانتفضت ثماري تحاصرني كي اري شيئا غفوَت عنها بصيرتي. الحياة، الحياة نمت بي مِن حولي و لم أعي. هذه البلدة فقيرة الثمار،المشمسة، نمَت بين دروبها الأغصان، تظلل بيوت بلا اسقف، و تقدم المرعي دون كهل. تزيّنت البيوت و هنئ سكانها بالثمار. مالي لا اري بيتي في آخر هذا الدرب؟ من مكاني هذا الظليل، بيتي متعافيا منبسطا علي الارض، يسكنّه ارواحنا. لقد كنت سبيل، غايتي السبيل، وجهتي سبيل. هذا الدرب المظلل، هذه البيوت الملئانة، هذا هو نتاج كدّي، عمر ظننت انني لم أعي له. ظننت الحيلة في نتاج ملموس أشير له بإصبعي، وجدت انني لم اقدر علي الإشارة إليه لأنني احيا به و فيه كل يوم.”
تنهّد ببعض الاستيعاب و ظلّ يفكِّر “... و ماذا بعد؟” رد عليه أحمد.
“لن يكفيك الدهر و لن يجيب، ما دمت لا تري ما بيدك.”

-شربت الماء و ارتويت لاستكمل وجهتي، “سعِدت باستضافتك و كرمك” شكرت الرجل صاحب البيت.
“زيارة وجيزة يا بشمهندسة، لكن في انتظارك علي الغداء، و البيت مفتوح دائما” مبتسما، نعيما بحاله.
“مفتوح بأهله الكريم يا حج…؟”
“أحمد، إسمي أحمد”.

No comments:

Post a Comment