Wednesday, January 29, 2014

هكذا تمضون


في يوم كغيره و في درب الارض، يمضِي فتى. و يأذن ربّه أن يُسيَّر في طريقه اليوم خير. خيرٌ منساقٌ إليه بنور لينير أركان عقله الواعد، الحالم بالغد البعيد
و إنّه لحالم، منتظر، متوعّد لذاك اليوم أمد، يتأهب الإشراق تحت سحاب مجتمع  و مطر ينهمر٠
و أشرقت الشمسو يفزع بمشرقها الفتيأرهبة هذه أم فرح؟ أ إشتياق هذا أم هلع؟
ركض الفتي سريعاً لشجرة ظهرت في مد بصره، و استظل بها. حدّث نفسه،لما؟ لما فزعة قلبي هذه مما كنت أرتقب شوقاً بإقدامه؟”… ينبض قلبه و يخفق، و يقشعرّ بدنه خيفة، فجلس و علّق رأسه بالسماء… “أنتِ التي كنتِ دوماً تحجمي بصري بسحابك و بكيت دعاءاً أن أري شمسك، أنت التي كان ماؤك يعوق بصري و لم يكف قلبي عن مناجاتُه. الآن و قد سلّمني ربّي، ردّ دعائي، رفع عسري و أظهر نورك، أ أخشاكِ؟!”٠
بكي الفتي حُزناً على حاله و نَقم الرهبة التي ملأت قلبه، و نادي في سرِّه ما كان دوماً يُطَمئِن قلبه و يُيَسِر عسره…{إلي الله مرجِعَكُم و هو علي كلِّ شئٍ قدير}٠٠٠
و لكن هذه المرة، و كأنّ حقاً فُتِحت أبواب السماء، هَدِئ قلبه و جفّت دموعه، و كأنّما وحِيَ له بصوت يقولانظُر”…٠
و إذا به بناظِرلشمس، ظنّ أنها حارِقة، إذا بها مُنبَعِثة بشعاع متلألئ علي الأرضِ كلِّهابريقُ لمع علي مياه و ورود متفتِحة، دفئ الأرض الطامية يتغلغل في جسده و كسرات شعاع من ورق الشجر يداعبه، و طيور محلِقة ذات أنغام عاذبة و ما هي بطائرة بل ماسِكُها ربّها…٠
نهض الفتي لِما رأي، وقف والهيبة تَسنِده، مدّ بقدمِه إلي الأمام و خطي خُطوته في بِقاع الله، مرسوم علي وجهِه فرحة، فرحة الصغير بأمه و التعيس بِفَك كربه، و دَمِعو لكن لِسَعده و بنانِه، لصلاحِه و إشتياقه، و ليُسرٍ طال إنتظارهو نظر إلي السماءِ مجدداً و قال…٠
يا من ظللتُ دوماً أحلم بلِقاء نورِهيا من ظننتُ، خِزية، أنَّك غفلت عنّي و كنت أنا الغافِل، سبحانك كُنتُ من الظالميناسالك ربّي أن تعِنّي علي قدوم الخير، إستيعاب خيراتِك، الإقدام باللإحسان، و تعميرِ أرضِكَ حتي مماتِيامين٠
حينها، مضى الفتى بدربه، و لكن بِخُطي من نور، و عَمل مشكور، صداه في الأرض مرغوب، و ثماره يملأ العقول…٠
و هكذا يمضي الفتيانُ، و هكذا تمضون…٠