Friday, February 12, 2016

"بساط الحب"

ليت الجموع تعلم أن في القلب و العقل أحجية
يخشي الفكر أن يبوح بها
و تتمني الروح أن تشاركها، دون أن تُنتَسب لها.
ليت القريب يعلم
 أن في الصمت لجوء المضطر حين
يهرب الكلام من تصديق الباطن الذي
يترنّح خافتا و يخاف الوعي تصديقه.
ليت القريب يختلس نظرة في أعين الصمت،
و يلتمس العذر، او بعض التفسير، او بعض الإجابات.
و البعض من الأخير من يبسط يديّ التحنن
ترأف في صمت.
ليت البعيد يعلم أن بِسماعه لِكَلِم لا يعي له شئ،
و فرصة البوح الذي يعطيها قد
أغاث و مدّ طوق نجاة، هذا و إن لم يكن الْكَلِم للمستمع
إنما للمتحدِث؛ يسمع نفسه و يحاكيها،
يطمئنها و يزكّيها.
ليت البعيد يعلم أنه عزيز،
 و أنه سمح للروح أن تطلق سراح الإيمان مجددا،
 بعد أن حبسه الفكر.
الأحجية ترحل و تعود، و يبقي الجموع و إن
قرُب منهم او بعد.
و هم بالحنان او المناجاة، بالعذر او المقاضاة هم
تجليات للرحمن؛ عناية متسترة ببساط الحب.