قال لي العقل يوما: سأغلق عينيك عن بعض الأشياء؛ هوامش تراكمية لا تجلب إلا الحزن و الأسي. لم يقل لي أنني سأسبح في ذراعيه لأمد لا يفني. قد يكون سالما، لكنه غارق في فضاء اختلقه و ابدعه لكي يصعد بي لمنتصف الطريق؛ لا سماء و لا أرض.
كرّس حواسي كلها لافتراضه؛ فلا أسمع و لا أري سوي اختياره، لا أشعر و لا أتفاعل إلا لمقتطفاته . ارتجل الطيران في سحابة بيضاء، أرسم فيها وجهتي بما يحلو لي، أُبدِع في أفعالي و أفكاري للوصول للمنتهي. و إذا أجاز التعبير، فقد سلمت وجهتي، و لكن نصف سلامة. لم أري لون و لم أري بريق يستحوذ علي حِسّي، سحاب أبيض طغي علي بصيرتي.
و حين زعق من في الأرض، اهتزّت سحابتي و التمست ضجيج لم يُرهق سمعي مثله قط. أمسكت برأسي و أغلقت عيني حتي تمر الواقعة، و لكن الصوت كان عاليا عاليا. رمشت بعيني، و إذا بثقب في سحابتي. ركضت مسرعة لألحق به، حتي وقعت عيني علي بريق لم أري مثله قط. ذهبي، لامع، و دافئ. رسم طريق وجهته إلي الأعلي.
فهل الاحقه؟ ام اتشبث بسحابتي البيضاء؟
No comments:
Post a Comment