- في الحياة الدنيا، في مشرق و مغرب، وُلِد طفلان، فتي و فتاة. كتابهما مكتوب و قدرهما مقدور ان يجتمعان. و في يوم من الأيام و هما يمضيان، شاء الرحمن ان يلتقيان، ليجمع بينهما بعد صبر احداهما و تقي الاخر.٠
- و يشأ الله، و تنبض القلوب و يحِلّ القبول. و إنهما حفظا فرجهما و راعوا ربهم حتي اتي الميعاد، ميعاد قرانهما. و إذا بفرحة تسود قلوبهم، و قلوب من احبوهم و يحبون، لرب رضي عنهما و اتم سنّة حياتهما لكي يبدؤا حياة هنيئة، بالسعادة مليئة و ذرية كريمة بمشيئته و حفظه…٠
- و إنهما لزوجان طيبان، تحابا في الله و عزما علي تقاته. صلوا الصلوات، و قرأوا القرآن، اخلصا في اشغالهم، اجتهدا لصلاح بيتهم و تجاه انفسهم و اولادهم تفقّهوا بكتاب الذَّكر و سنّة النبى، و خطوا بخطي الصالحين، الصحابا منهم و التابعين.٠
- أخطائهم لا تعيبهم، إنما هي بشرية، مُنِذرة و إن شاء الله مغفورة، لأنهم علي دوام الإجتهاد في رضا الله و قرانهم سلاحهم لمواجهة المعاصي و الصعوبات. فهم جُمِعوا بامنية واحدة؛ الجنّات العالية، و تعاهدوا علي سبيلها. و يحيون بذكر كتاب الله المسطور حين يقول تعالي { إنّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ. هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ. لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ}… فقلوبهم الدافئة تطغى علي خلافهم، و يهنؤا، بحسن ظنهم بالله، لما في انتظارهم…٠
- و اذا برؤيا، للازواج و الزيجات، لكنها تصطفي تلك الزوجان في اليوم الموعود. و تنشر الصحف؛ الأعمال في كتب محفورة، و يحِق حق الله و يزن الميزان. و اذا بشفاعة الشافعين، و عمل صالح يكيل، يجمع الله الزوجان في الجنة يلتقيان للمرة الثانية، و لكنها خالدة بإذن ربها. و الجنة مليئة، حدثنا الله عنها بما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا عقل يتخيل؛ الأنهار و العيون، القصور و الحور…٠
- و يمضي الزوجان يترقبان،احداهما يتذكران وعود الله و يسعدان كما لم يسعدا من قبل. و إذا بالرجل يلمح حور عين و ببصره يُعلّق. و تلمحه زوجته، و بقلبها قلب من قلوب الجنة راضية، تحدث زوجها و ترقق، "لقد كنت دوما رفيق حياتي بالحسن و الإحسان، أدخلت السرور علي قلبي و في محني كنت في عوني، حفظتني من كل سوء و وفيت العهود. احببتك في دنياي و الأن اكثر، فقد كنت سبب من اسباب دخولي جنة الله. و الأن يوفي الله العهود، لي و لك، و الحور من حقك و نفسي راضية. لأني اعلم ان قلبك لي و ستظل تفكر في. لكننا بشر، و إنها لحور عين، وعد المتقين. اذهب لها، سأكون بانتظارك دوما، لأنك رفيق روحي و سبيل فرحي" و تبسمت…٠
- نظر لها زوجها بعين دامعة، قلبه مأخوذ بحديثها المصبوغ. لم يتخيل ان زوجته به شاعرة لهذه الدرجة. فأخذ بيدها و قال لها، "ماذا اقول من بعد قولك هذا، فإنه يسرّ قلبي و يقلل حيلتي. فما عندي من رقة قلبك و لا حسن لسانك، و لكنك دوما تلتقطي ما بداخلي و تُحَدِّثي ما بعيني. جعلتي مني من هو احسن و في صحبتك علو كياني. حفظتيني و اكرمتي محياي، و ساظل دائما لك ممنون. قلبي نبض للقائك و من ثَم حيا في سكون.أعلم ان نفسي ضعيفة امام خيرات و نعم الله، لكن والله قلبي طاغي علي نفسي و انت في عيني اجمل حور…"٠
- صمتوا قليلا و كان الصمت كافي لتتحدث القلوب… شكروا الله كثيرا و حمدوه.٠
- و إذا بهم يسمعون الملائكة من حولهم، اتوا ليحدثونهم، "يا أحب ازواج الجنة الي الله…حدثنا الله عنكما، عن ما جمع بينكما من مودة و رحمة، عن قلوبكما المتفانية في إرضاء الأخر، عن تقاته التي اوصلت بينكما و سبيل الإحسان الذي سلكتموه…و والله إنكما لخير ازواج الجنة. طوبي لكم و هنيئا لمن تبعكم"٠
- رفيق حياتك سبيل، تجعل منه فرحة متناهية، في الدنيا و الأخرة، او تعاسة مُهلِكة. فاعزم ان تكون تقوي الله و رضاه بصمة عقد قرانك، و ما من عزيمة إلا جعل الله لها سبيل.٠
- ليكن اختيار المرأ بِقَدَر الله، تحابّوا في الله، و امضوا في الحياة بقلوب افاضت فيها الرحمة و الإحسان. و بأذهانكم تحيا النوايا لله علي اُلفة المعاملة، و ذرية يافعة منها يبقي عمل صالح بعد الممات. و ليكن دهر القران، رفعة في الأجر و المقدار.٠
Tuesday, September 3, 2013
للجنة اجتمعا
Labels:
Arabic,
Repost,
Self Growth,
Spiritual
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
روعة يانجلاء فكرة جديدة ومعنى جميل بصراحة لم اقرا عن هذه الفكرة من قبل ولكن اتمنى لك التوفيق والمزيد من التالق فى كتاباتك
ReplyDeleteشكرا حسن! رأيكوا مهم جداً :)٠
Delete